review دكتور (نو) - 1962


review
دكتور (نو) - 1962:
أسد شركة (مترو جولدن ماير) يزأر مرتين ثم تبدأ الخطوات الشهيرة، وعبر العدسة لا يتجاوز الرجل ذو القبعة مترين، إلا ويردي صاحب المنظار أو القناص الذي يراقبه من منظور الكاميرا.
إنه (جيمس بوند).
ثم تندلع الموسيقى الخالدة، التي لن يتوقف تكرارها المثير في لحظات التشويق، وتيترات باقي أفلام السلسلة السينمائية الأشهر في عالم الجواسيس.
التيتر في حد ذاته بصمة لحبكة الفيلم، وجزء من مخيلة (بوند) المعروف بمغامراته النسائية، في هذا الفيلم الأول نستمع لأغنية كاريبية موحية، مع ظلال Silhouette لراقصين ملونين، ثم تبدأ الأحداث ببطلنا وهو يمارس (البريدج) لعبته المفضلة، متحديًا أول امرأة قرر إغواؤها في السلسلة، وهي (سيلفيا ترنش)، ثم يصل لإدارته، ملتقيًا بأول شخصية ثابتة، وهي (موني بني) السكرتيرة المعجبة به لكنه لا يتفرغ لها قط، كنوع آخر من نساء (بوند) المختلفات، ومحطة لابد منها قبل أن يعرج على (إم)، مديره وأحد قادة الـ (إم آي 6)، المخابرات البريطانية، أحد أقوى أجهزة الاستخبارات في الحربين العالميتين والعالم كله.



وفي (جامايكا) يتعرض القائد (بوند) لأربعة محاولات اغتيال على الأقل، أثناء بحثه عن سر اختفاء (سترينجوايز) أحد رجالهم، ولا تنحصر الشبهات إلا في جزيرة لأحد حيتان المال والأعمال، وهو د. (نو) نصف الصيني، وأثناء رحلته يلتقي بالآنسة (تارو) الجاسوسة، التي يحصل عليها أثناء تدبيرها لقتله، وهو أشهر طرز نساء (بوند)، المرأة اللعوب، التي ينالها رغم أنها كأنثى العنكبوت، تقتل ذكرها فور التلقيح، ولكنه يتغلب عليها في الحالين، في الفراش، وفي لعبة الجاسوسية.



في جزيرة د. (نو) يلتقي بـ (هني رايدر)، النموذج الثاني الذي سيظهر في كل السلسلة، نموذج فتاة الأحلام، التي تسعى للانتقام من الـ villain أو الشرير، لأنه غالبًا قتل أحد أحبائها، أو خانها، وقامت بدورها الفاتنة (أورسولا أندريس)، والتي مالت لسحر (بوند)، الذي يحمل الرقم الكودي (007)، والصفرين يعنيان أنه يحمل رخصة للقتل من أجل التاج، وقام بدوره لستة أفلام الاسكتلندي (شين كونري)، الذي لا يتمتع بوسامة خاصة، لكن بكل كاريزما الدنيا، حتى أنه بات من الصعب أن يملأ شخصيته من أتوا بعده، حتى المتميزان جدًا (روجر مور) و(دانيال كريج)، وبينهما الوسيم للغاية (بيرس بروسنان)، وبريطانيان آخران أقل شهرة، هما (ليزنبي) و(دالتون).
في آخر نصف ساعة من الفيلم، يقع الخصم في الخطأ الشهير، وهو كرم ضيافة (بوند) الخطير، وهي استضافة شبه كاملة، حتى لو غلفت بالسيطرة واستعراض القوة، وتصل لحد تقديم (الفودكا مارتيني) - المخلوطة لا المرجوجة - التي يعشقها القائد (بوند)، ويكون مبررها إما قتل العميل البريطاني الخطير، أو استمالته من أجل تجنيد متوهم. يكفل هذا لمخبرنا العمل من الداخل، ويكون الداخل عادة رمز لسطوة وثراء الخصم، حيث المقر الحصين العملاق، والتجهيزات المكلفة، والعمل على السيطرة على العالم أو تخريبه، وبالتالي غرفة أو أزرار التحكم، أي أن لا اله من الآلة هنا، فمسببات الفوز متوفرة ضمنيًا.. ربما يتعب مخبرنا السري، أو يناله الجهد والمشقة، وبالطبع يسقط في الأسر، ولكنه يجد دومًا طريقه لنقطة ضعف الخصم، الذي تكتنفه تيمة ثابتة.. التشويه.. هذا الوغد كان مبتور اليدين، ولكنه استبدلهما بيدين من فولاذ أسود، قادر على سحق الصخور.. 


تدمير المقر الهائل واجب مقدس في كل خواتيم أفلام السلسلة، وهو ككل فيلم سنجده تحفة معمارية تقريبًا، هذه المرة الأولى مقر مكيف فسيح، مبني بالكامل في قاع البحر الكاريبي، ويحتوي على مفاعل ذري حديث، مكرس للجريمة، بالتحديد لمنظمة (سبكتر) الإجرامية، التي يعد د. (نو) أحد أفرادها، وسوف تستمر (سبكتر) لأفلام ومغامرات عديدة، بأوغاد متعددين. ثم يأتي مشهد النهاية اللطيف مع الجميلة الشهية.
في التيتر لن نلاحظ وعد بفيلم جديد، وهي المرة الوحيدة، وطبعا السبب أنه الفيلم الأول، حيث لا يمكن توقع النجاح من عدمه، ولكن بعد النجاح الفائق، انقض كتاب السيناريو والمنتجين على بقية روايات (أيان فليمنج)، صاحب (بوند) ومبتدعه الأصلي، ليأتي الفيلم الثاني في السلسلة في العام التالي مباشرة.


تعليقات

المشاركات الشائعة