قصص الجمعة العبثية 4


الهدية الأخيرة


عندما استيقظ ( مالك ) صباح ذلك اليوم ، لم يكن يدرى ما الجديد فى ذلك اليوم ، غير أن عمره المديد الذى تجاوز التسعين عاما بعد المائة ، قد استمر مغرورا ليوم آخر ..
ما الجديد سوى أن عدد أحفاد أحفاده قد بلغ الخمسين ولدا ، من واحد و عشرين حفيدا ، جاءوا بدورهم من سبعة أبناء ، صحيح أن ثلاثة من هؤلاء الأبناء قد لقى ربه ، و اثنين من الأحفاد ماتوا بالمرض ، إلا أن حياته السعيدة و ذاكرته المديدة و راحته الأكيدة ، قد كفوه من كل شئ ، و قد ارتضى أن يحيا فى غرفته بمنزل العائلة ، لا يغادرها إلا لماما ، فما البال بالبيت الكبير ككل ..
بيد أن هذا الصبح ، قد حمل اليه مفاجأة أغرب من أن يفهمها أو يتخيلها ، و ذلك عندما شعر أن ثمة قوة عجيبة ، تسرى فى عروقه و كيانه ، بحيث أصيبت ابنته – الوحيدة التى تحيا معها بأبنائها الأيتام – بذعر كاد يسقطها ميتة ، عندما شاهدت والدها الذى بلغ من العمر عتيا ، يتريض بركض خفيف حول الحديقة ! فعندما سألته بكلمة واحدة مذهولة (( كيف ؟! )) أجابها ضاحكا و هو يتوقف عن العدو (( يبدو أنها الهدية الأخيرة )) ثم جلس أرضا بهدوء ، و نام مبتسما لتكملة الحلم ..
نام الى الأبد ..


تعليقات

المشاركات الشائعة