حوار مع مجلة البوسطجي





س/ حدثنا عن بداياتك مع الكتابة وقبل مرحلة النشر؟
كالعادة تبدأ الكتابة بالقراءة، فأثناء مرحلة تكويني الأدبي كنت أكتب رؤوس مواضيع، أحولها لحكي شفهي لجمهوري المكون من أخي الوحيد، وتدريجيا تضخمت الأفكار المختصرة الى أقصوصات، ثم وصلت لمرحلة النشر الإليكتروني (الفردي أو الجماعي)، أو الجماعي (الإليكتروني أو الورقي) مع انتشار الإنترنت.. وهي المرحلة التي سبقت النشر الورقي الفردي مباشرة، وتداخلت معه حتى سنة 2012.
************
س/ ما هو أول كتاب قرأته وأثر فيك وبمن تأثرت من الكتاب والأدباء في كتاباتك؟
أول كتب كانت في مكتبة مدرسة (الحديثة الإعدادية بطهطا)، حينما كنت عثة كتب كأمين مساعد المكتبة، وأذكر من هذه الكتب سلسلة (روائع الأدب العالمي) للعبقري "مختار السويفي"، ولكن هذا كقارئ، اما كنواة كاتب فقد أثر فيّ أساتذة المغامرة البوليسية (محمود سالم) رحمه الله، و(نبيل فاروق) مربي الجيل، ثم في مرحلة تتجاوز أدب المغامرة الراحل (ابراهيم أصلان)، وأستاذي دكتور (يوسف زيدان)، وعالميا (جابرييل جارسيا ماركيز) و(ويليام فوكنر).
*************
س/ إلى أي حد تشبهك كتاباتك؟
 لا علاقة لها بي حاليًا، لأنني لا أكتب المدرسة الواقعية، بل أميل للخيال.
*************
س/ هل ترى ان هناك سن معين للكتابة؟
 لكتابة البوح والمذكرات لا سن معين، لكن لكتابة تتعلق بصنعة الأدب أظن أن مرحلة التكوين مهمة قبل الشروع العلني في الكتابة، وهذه المرحلة قد تمتد حتى فترة الدراسة الثانوية، وإلا رأينا كاتبا شابا يدعي أنه قام بعمل رواية، وعندما تطالعها تجدها خرقة بالية، كما نرى أحيانا بين الكتاب الغير متمرسين !
*************
س/ ما هي طقوسك أثناء الكتابة؟
 (ابتسامة واسعة): فقط سطح لمكتب/طاولة منخفض حتى مستوى المرفق، والي جوار اللاب توب (مجي) الأبيض العتيد أيا كان نوع المشروب، ولا بأس ببعض السوداني أو اللب السوري في فترات إراحة السُلاميات !
*************
س/ أهناك قيود معينه تراعيها أثناء الكتابة؟
 عمل  researchكامل كما لو أن النص المطلوب كتابته رسالة ماجستير! وأيضًا ابقاء القاموس مفتوحًا، وربما الإنترنت كذلك.

************
س/ ما الذي تريد قولة للقارئ عامة ولقارئك أنت خاصة؟
 للقارئ العام لا تمجد كاتبك المفضل الى درجة مهاجمة من يختلفون معه ومعك فيه وفي أدبه، ولقارئي العزيز أشكرك على أقل كلمة دعم قلتها في حقي، بعلمي أو بدون معرفة مني (وهذا أعظم وأجل).. ألف شكر.
************
س/ هل أثرت طبيعة عملك ودراستك على موهبتك الأدبية وهل تعتقد أنها تقف عائق أمام تقدمك الأدبي؟
 الدراسة مكملة رغم فشل التدريس، والعمل يشكل نسبة إعاقة مهمة، لذا فالتفكير في التفرغ من أجل الكتابة صار همي الشاغل حاليا.
************
س/ ممكن تكلمنا عن فكرة كتاباتك بوجهة عام وكتابك الأخير بوجه خاص؟
 موجود لي في المكتبات (الطبعة الحداشر) دار دون، و(شيطان شعري) دار سما الكويتية، و(النحاس) دار الرواق.. وهي روايتي المفضالة، وآخر كتبي وأكثرها بحثًا ودراسة.
************
س/ لماذا اخترت هذه الأسماء لكتبك وهل لها دلالة خاصة؟
 (الطبعة الحداشر) عنوان عامي ساخر مناسب لمجموعة المقالات والتدوينات الكوميدية المنشورة قبل الثورة، ومقصود به البحث عن النجاح المادي المزعوم بالنسبة للكاتب، وهو تكرر الطبعات.
(شيطان شعري) عنوان مجموعة قصصية، تناول خصيصا النوفيلا الرئيسة المعنية بأسطورة شياطين الشعر العربية، والتي لم يتم تناولها في عمل روائي مخصص من قبل.
(النحّاس) اسم ومهنة بطل الرواية، التي تتناول بدورها حربًا لم يتم سردها بتوسع من قبل في تاريخ الأدب العربي، على مسؤوليتي وبعد بحث مكثف قمت به بمشاركة مجموعة من الكُتّاب الأصدقاء.
************
س/ من تعتبر أن له الفضل الأكبر عليك؟ ومن هو أكثر مُشجع لموهبتك الأدبية؟
 شقيقي الأصغر (عمر) بارك الله له وعليه، وأمي وخالي أيضًا، أكثر من شجعوني ودعموني في حياتي، يليهم كل من يكتب مقالات أو reviews عن كتاباتي المتواضعة.
************
س/ أي أنواع الكتابات الأقرب إليك؟
 أي كتابة تنجح في تغذية الوعي بأفكار فلسفية أو اجتماعية، في إطار واضح من التشويق والإثارة، أو على أقل تقدير إطار لغوي جمالي. وهو ما ينطبق على نوع الرواية.
************
س/هل تخاف النقد؟ وبماذا تنصح زملائك الكتاب؟
 طبيعة الكاتب تشبه طبيعة الأنثى وهي حب الإطراء، ولكن هذا يواجه بمشكلة معقدة.. وهي أنه لا يوجد نقد أكاديمي من الأساس آنستي ! ورغم هذا فأنا أتكيف مع أي اهتمام يأتي من أي قارئ، يكفي أن عملي استفزه كي يقدم تعليق سواء كان إيجابي يدفع شغفي وحماسي بقوة، أو تعليق لا يناسب الإطراء المأمول، بالعكس فأنا أطالب الجميع عادة بتعليمي سلبياتي من وجهة نظرهم؛ حتى أتعلم وأتطور ولا أكررها.
************
س/ ما رأيك في الكتب الجماعية؟ وهل تقبل المشاركة في عمل جماعي؟
 الكتب الجماعية خطوة تلقائية أخرى كالنشر الإليكتروني، وكانت مرحلة مهمة لي قبل مطبوعاتي الورقية المنفردة، أذكر مما شاركت فيه منها (أبجدية إبداع عفوي) عن دار ليلى، و(جبانة الأجانب) عن دار أكتب، وغيرها . .
************
س/ حفلات التوقيع.. ما الذي تعنيه هاتان الكلمتان لحضرتك؟
 هي عادة غربية الأصل، نظرًا لوجود القارئ الحقيقي هناك، وحيث ثقافة القراءة في وسائل المواصلات تقليد حي، وأنا أفضل كوني مستمع أو سائل عن وجودي على المنصة أفرغ من حكمتي السرمدية مشنفًا آذان الجمهور، لذا فأفضل ما في الأمر التقاط الصور الفوتوغرافية، ولقاءات الكتاب من الرفاق فيما بعد الحفلات ! وربما كان لها دور دعائي قوي. في كافة الأحوال لو وقعت لقارئ على نسخة من أحد كتبي، فسأضمن حينئذ أنه لن يبيعه مستعملا في سور الأزبكية، بعدما يجد بشاعة ما كتبت !!
************
س/كيف ترى المشهد الإبداعي في مصر والعالم العربي؟
 نحن في (مصر) بحاجة للمزيد من الجوائز الأدبية الكبرى، مثل جوائز (ساويرس)، و(نجيب محفوظ)، وجوائز الدولة.. على أن تخصص الجديدة للكتاب الشباب، لأن عدد المبدعين في تزايد مستمر، وكل هذه الطاقات بحاجة لبيئة تنافسية سليمة وغنية. والمجد بدأ منذ سنوات لفن الرواية، ولن ينتهي قريبًا.
************
س/ ما رأيك في رؤية العالم العربي للمرأة ككاتبة؟ وهل تخشي منافسة المرأة؟
 مازالت هناك تفرقة بناءا على الجنس لا العقل، رغم أن المرأة هي الحكاءة الأولى عبر العصور، وأزيدك من الشعر بيت أن المرأة هي رائدة الرواية العربية وليس الرجل، والدليل الأديبة والشاعرة الفاتنة "زينب فواز" المتوفاة سنة 1914م، وأنا أفخر بالفعل بصداقة وزمالة عدد كبير من الأديبات الموهوبات، مثل (شيرين هنائي)، (نرمين يُسر)، (سالي عادل)، و(سونيا بوماد).
*************
س/ هل مستعد لمواجهة أي نقد موجهة بخصوص أن بطل كتابك أو إحدى شخصياتك هو أنت؟
 ما المشكلة.. لا بأس.
*************
س/ ما موقف العائلة ومن يحيطون بك من كتاباتك؟
 هناك دومًا تلك الفكرة المصرية التقليدية عن أن الكاتب شخص غير كادح، بالتالي لا يعد هذا عملا ذو بال على الإطلاق، ولا يعول عليه.
*************
س/ هل أنت من الداعين لحرية المرأة وطلبات المساواة بالرجل؟
 أنا مؤيد دائم لتحرير المرأة عقليًا، ومساواتها حقوقيًا، فعبر التاريخ كله تقريبًا عانت المرأة معاناة يشيب لهولها الولدان.
*************
س/ ممكن تكلمنا عن تجربتك الأدبية في بدايتها؟
 لم أكن قارئًا متخصصًا للرواية أو القصة قبل 1996، حيث كانت مجلات مثل (سمير) و(ميكي) تكفيني، ثم ظهرت اصدارات الهلال في طريقي، وسلسلة (الشياطين الـ 13) وسلسلة (رجل المستحيل)، فتابعتها بشغف وبدأت تجاربي الأولى والتي مازالت محتفظا بمعظم ما دونته فيها بخطي الطفولي المنبهر.
************
س/ ما هو دور دار النشر من وجهة نظرك في حياة الكاتب ومساعدته لتحقيق طموحه الأدبي؟
 قبل النشر يظل الناشر شخصًا ذا قداسة وهالة ذات بريق رائع وعجيب بالنسبة لأي كاتب مبتدئ، وبعد أول كتاب تبدأ السلبيات في التكشف أمام الكاتب تباعا وبسرعة كبيرة، وأهمها ضعف الدعاية والتوزيع، ولكن الناشر الذكي هو من يبدأ مع الكاتب الموهوب بالفعل، ويبذل قصارى جهده للإحتفاظ به حتى يكبران سويًا، ولا يكتفى بالحصول منه على تكلفة الكتاب الأول – الإجبارية في دور النشر المتوسطة والشبابية – بل يدعمه ويرتقى معه شيئًا فشيئًا، ويصبر عليه؛ طالما وجد فيه بذرة إبداع صالحة وجديرة بالرعاية والسقاية.
************
س/ ما رأيك باهتمام الدور بنوعية الكتاب وجودة الورق والطباعة مما رفع التكاليف وبالتالي الأسعار؟
 الكاتب في هذه الكارثة يتأرجح في المنتصف بين قارئ يطالبه بسعر شعبي، وناشر يشكو له من غلاء الورق ومواد الطباعة، وعلى الدولة دور كبير في دعم صناعة النشر، وذلك بالسيطرة على أسعار المواد الأولية.
************
س/ هل ترى أن ذلك يتناسب مع الظروف التي تمر بها مصر ومحاولة إعادة إحياء القراءة الورقية؟
 رغم كل شئ، يظل المجتمع المدني، ورغبة جمهور القراءة الحقيقي أقوى من كل العوائق، ونحن نحيا بدايات ثورة ثقافية خفاقة تلوح في الأفق.
*************
س/ ما هي أبرز المشاكل التي تعتقد أنها تواجه الكتاب هذه الأيام وأنت خاصة؟
 الكتّاب الذين أنتمي لهم هم الكتاب الشباب، والذين بدورهم جزء لا يتجزأ من شباب المجتمع كله، هذا المجتمع الذي يعاني من آثار اقتصادية سيئة تنعكس على حياته وعلى شبابه، هذه الأزمة المالية التي قد يتعرض لها الكاتب، قد تهدد استمراره في مجال الأدب، لأن صاحب بالين كاذب. فعلى الجميع التكاتف ودعم الكتاب في مختلف تخصصاتهم، وإلا تفاقمت ثقافة التخلف التي أشار لها القدير "جابر عصفور" في كتابه (نقد ثقافة التخلف) بالشرح والتحليل.
*************
س/ متى يلجأ الكاتب للنشر الالكتروني؟
 عندما توصد أمامه أبواب النشر الورقي الموازي لقدراته المادية.
*************
س/ هل تخشى على الحركة الأدبية من الأوضاع السياسية الحالية وتوجهاتها المحافظة على حرية الإبداع؟
 لا أعتقد.. الإعلام الموازي وحركة الشباب وضغط الشبكات الإجتماعية أكبر دعامات الأمل، وإن كانت المحافظة على حرية الإبداع ليست تهمة، التهمة هي مصادرة حرية الإبداع وعدم المحافظة عليها.
*************
س/ هل الحديث في السياسة  يقلل من رصيد الكاتب لدى معجبيه ومحبيه؟
 هناك الرأي القائل بحتمية هذا، لأن السياسة متقلبة بطبعها، وأصدقاء الأمس قد يصبحون أعداء اليوم والعكس بالعكس، ولكن نفس هذا المنطق ينطبق نوعا على الكتابة، لأن الكاتب لا يمكنه إرضاء الجميع في كل الأحوال، فالرأي الثاني يؤيد حرية الكاتب في عرض وجهة نظره أيا ما كانت، في الأدب والسياسة، طالما ظل ضميره مسؤولا وأمينًا على الرأي والحق.. أنا من أنصار الرأي الثاني شريطة وصول الكاتب لمرحلة متقدمة من تمكنه من قلوب الجمهور، فالمثل يقول (حبيبك يبلع لك الزلط)، غير هذا فالأفضل للكاتب الصاعد وضع حد وتمييز بين المجالين، وتركيزه أكثر في تخصصه الأدبي.
*************
س/ ما هو دورك ككاتب وإنسان في ما يجرى حولك في الحياة؟
 سؤال واسع جدًا، لكن اتصالا بما سبقه، فلن أذيع سرًا إن قلت أنني كنت مشارك الى درجة الإعتصام في ثورتنا المجيدة، وهو شرف ما بعده شرف، حتى وإن تأخر التغيير الذي أطالب به في مضامين كتاباتي.
*************
س/ متى يتوقف الكاتب عن الكتابة من وجهة نظرك، وأنت متى تقول كفى سأتوقف الآن عن الكتابة؟
 يتوقف الكاتب المخلص عندما تخمد أنفاسه للمرة الأخيرة، وأنا أقولها عندما أجد أنني أقل احترامًا لعقلية القارئ.
*************
س/ ما المواقف التي تتمنى لو لم تمر بها فيما يتعلق بالكتابة ورحلتك معها؟
 اثنان في الواقع الأول عندما ظلت دار نشر كبرى تمتنع عن الرد بشأن رواية أرسلتها، فلم ترد بالإيجاب أو حتى الرفض، رغم أنني في كل مرة كنت أتصل بمدير النشر مباشرة، وذلك لمدة عام كامل !
والثاني موقف مضحك للغاية، فحفل التوقيع الأول لي في حياتي لم يحضره سوى 8 أشخاص فقط، منهم صديقي الأعز الكاتب (حسن الجندي)، ومدير الندوة، والكاتبة التي تشاركني التوقيع، وسيدتان غريبتان !
*************
س/ ما هي أبرز مميزاتك؟ وما هي أبرز عيوبك؟ كما تراها أنت وليس من يحيطون ويختلطون بك.
 أعتقد أنني أكثر أهل الأرض صفاقة، ولا أصلح إلا لغسل أطباق العلاجيم في (مونمارتر)، غير هذا فأنا أمقت السخرية جدًا، إلا إذا كنت التهم طبق علجوم باريسي شهي !!
*************
س/ ما هي مشاريعك المستقبلية؟ وهل يمكنك إعطائنا لمحات عنها؟
 أخطط لغزو (هوليوود) أو جائزة (نوبل).. أيهما أقرب.
*************
س/ ما الأمنية التي تتمني تحقيقها على المدى الطويل؟
 امتلاك منزل مائل السطح يطل على باحة خلفية.
*************
س/ إهداء تود تقديمه لشخص.. من يكون الشخص؟ وما هو الإهداء؟
 أهدي زوجتي المستقبلية المجهولة رجلًا مجنونا .. هو أنا .
*************
س/ ماهو السؤال الذي توقعت أن أسئلة ولم تجده بين أسئلتي هذه؟
 دعيني أفكر . . . حسنًا ربما سؤال عن قصصي الرعب القصيرة جدًا في حسابي على الفيس بوك، أو عن الفلسفة .
*************

حسنا سين سؤال بعد انتهاء الحوار:

 س/ كيف استطعت الجمع بين كل هذه المواضيع في كتاباتك لتتنوع بهذا الشكل في اصداراتك الورقية؟
  كان العلماء قديمًا لا يتقيدون بتخصص إمعانًا في التطور، فمثلًا (ابن سينا) العظيم، له مؤلفات في الطب والفلسفة والرياضيات والطبيعيات، فكان عالمًا موسوعيًا، وفي روايتي (النحاس)، قرر البطل عدم الإكتفاء بكونه صبي، بل جمع كل مهن النحاس، من خراطة ونشر وثقب وتسوية وصناعة القوالب والرسم المهني الزخرفي والتبييض، وأنا لا أدعي أنني كاتب موسوعي، ولكن (الحكيم) و(العقاد) و(أنيس منصور) لم يصيروا مختلفين، إلا عندما جربوا في عدد متنوع من مجالات الكتابة، دون تقيد.. فما الضير ؟ بالعكس التجربة والخطأ لهو أمر مثير..
*************

س/ اتستهويك مواضيع ما وراء الطبيعة؟
  الخيال هو الإطار الجامع لهذه المواضيع. يقول (آينشتاين) : "الخيال أهم من المعرفة"، ووجهة نظره في هذا أن المعارف والمعلومات يمكن الحصول عليها، لكن الوصول للحقيقة يحتاج الى الخيال لتوظيف هذه المعارف، والخيال عكس الدوجماتية التي هي التشدد/التعصب لوجهة نظر أحادية نهائية، والجمود في أحشائها.
 *************


س/ الفلسفة دوما ما كانت تجذبني رغم تحذيرات الجميع بان المجنون فقط من يرمي نفسه في خضم الفلسفة وبحورها ما رأيك وما دفاعك يا محب الفلسفيات؟
 الفيلوسوفيا – وهو الإسم اليوناني الأصلي - تعني حب الحكمة، أي أنها لا علاقة لها بالجنون على الإطلاق، لكن مشكلة الأغلبيات في أي مجتمع هي ضعف القراءة وبالتالي التنوير، فعندما تطلبين من أحدهم دراسة قيم الجمال والمعرفة والوجود والإرادة، أو التفكير في التفكير، ويفاجأ بمدى سطحية تناوله لماهيته وللكون، فإنه منعًا للإحراج سيفضل السخرية، ونعت المفكرين بالمجانين..
حتى السلطة القمعية، عندما تبدأ حكمها بالحديد والنار، فإنها تبدأ - في أي دولة - بالمثقفين والمختلفين فكريًا.. تبدأ بالتنوير ودعاة الحرية والمعرفة..
 *************

س/ الفلسفة (العقل) - قصص الرعب (الخيال) – الاجتماعيات (الواقع) - أنت (عامل مشترك يجمعهم).. في الغالب يختار العقل منطقة يعيش بها خيال وعقل او خيال وواقع او عقل وواقع لكن مزج الثلاث معاً أتراه منطقيا فهو شيء متعب وشاق جداً؟
 يبدو سؤالا مرعبًا !.. حسنًا.. لا أعتقد أنني بهذا العمق، إذ أنني مازلت حزينًا لإنتهاء الموسم الأول من مسلسل (كابتن ماجد) المنتج سنة 1990، هذا الزمن الجميل الذي لن يرجع !
ولكن ما المانع أن أفكر في الخيال والواقع، الغير منطقي أن أغرق في الخيال فقط، والمتعب والشاق جدًا أن أتعفن في زنزانة الواقع، دون شربة منعشة واحدة من نبع الخيال، وفي كلتا الحالتين سيكون انتحارًا حقيقيًا إن امتنعت عن التفكير..
 *************



س/ أتود أن تبوح بشيء أخر لمجلة البوسطجي ومتابعيك؟
 فقط المعذرة لمن لم يفهم سخريتي، والتي تناسب توجه المجلة ربما، وشكري لحضرتك وللأساتذة المحررين والكتاب والفنانين من الأصدقاء والزملاء، وبانتظار كل أسئلتكم على حسابي بالفيس بوك، على الرحب والسعة دومًا.


الحوار أدارته الكاتبة: إنجي مطاوع بتاريخ 23 مايو 2014

تعليقات

المشاركات الشائعة