يوم اللغة العربية وحرف (الراء)



#اليوم_العالمي_للغة_العربية

لا أعرف سر عشقي لحرف الراء بالذات، لا أظن أن بهاء اللغة وسرها وعنفوانها كان ليكتمل بدون هذا الحرف المثقف الحساس. نعم أعتقد أنه حرف مثقف يجيد الانزراع في بيئة الأدباء أكثر من المحامين والخطباء ولو كانوا من البلغاء.
حتى أنني في كتابة الفانتازيا الملحمية، ذلك النوع الأدبي الذي ظهر للوجود كي أكتبه أنا - كما أحس وأشعر - وجدت أن من غير اللائق ألا أجعل حرف (راء) هو الحرف المقدس للغة النازمية التي ابتكرتها بالكامل من أجل (العالم الخرب). في العبرانية ينطق الراء (رش) وفي السريانية (ريش)، لكن في النازمية (راو)، والراو هو الراوي الذي يروي لنا المرويات، لهذا فحرف (راو) ممجد في اللغة النازمية المقدسة، المستخدمة على كوكب (المجال) وتستخدمها الساحرات بشكل سري في (العالم الخرب).
يقول النحويون أن الراء (ر) هو الحرف العاشر من الأبجدية العربية، وهو من الحروف الشمسية، وفيه من صفات القوة مثل الجهر والانحراف والتكرير والتفخيم، وصفات متوسطة كالإذلاق، وصفات ضعف مثل الإستفال والانتفاخ والترقيق، وقيمته 200 حسب نظام حساب الجمل.
ويقول السحرة أن كوكبه هو (المشترى)، لذا لو سافرت في صحرا حارة للغاية، وكتبته بنقش رقيق على لوح قصدير صغير لطيف وقت طلوع هذا الكوكب، ووضعت اللوح تحت لسانك، فلن تشعر بحر ولا حتى بعطش، ولو كتبته على جلد خفاش مدبوغ وخارجه راءات هندية، وحملت الجلد بغية السهر، فلن تنام أبدًا طالما تحمله.
ويقول الروحانيون أنه حرف رطوبته زائدة جدا، وكذلك برودته، وقد مثله شعراء العرب بالخنجر أو السكين. ومن الشائع أن أصحاب هذا الحرف - الإخوة رامي ورانيا ورائف ورنيم ورفاقهم - هم أصدقاء لفئة من المتاعب مثل ضغط الدم والصداع ومشاكل الجيوب الأنفية، وعليهم أن يحذروا القهوة واللحوم الحمراء ويقبلون على الدجاج وعصير الكيوي.
ويقول المشعوذون من دفن شيئا ونسي مكانه، فليتلو هذا الحرف سبعمئة مرة في أذن ديك أبيض - ويا لقوة صبره! - وسيتجه الديك ككلب بوليسي أمين للمكان المطلوب.
وأقول أنا هنيئًا لقوم بلغتهم، وقد استطاع أقل كاتب فيهم أن يكتب مقالة كاملة عن حرف واحد فقط فيها.

تعليقات

المشاركات الشائعة