الأعراف - إدجار آلان بو
الأعراف (1829) ، اسم قصيدة طويلة للكاتب الأمريكي إدجار آلان بو، وهي قصيدة مبنية على سورة الأعراف من القرآن الكريم.تستند القصيدة الى الاشارات القرانية للاعراف وتحكي قصة ما بعد الحياة في مكان يسمى بالاعراف. وعلى حسب قول الشاعر، فانه كتب قصيدته ذات 422 بيتا والتي تعد اطول قصائده وهو لم يتعد الخامسة عشرة من العمر. نشرت القصيدة لاول مره ضمن ديوان (الاعراف، تيمورلنك، وقصائد اخرى) في عام 1829. قوبلت القصيدة انذاك بنقد حاد نظرا لتعقيدتها واشاراتها الغامضة وبناءها الغريب. ولكن بعد النقاد لاحظوا امكانيات ذكك الشاعر المبتدئ كان من بينهم الناقد جون نيل والذي اطلع على قصيدة الاعراف قبل نشرها. وكان ذلك اول تشجيع يتلقاه بو حول هذه القصيدة. الا ان النقد الذي واجهه دفعه لاحقا الى كتابة قصائد اقصر. في عام 1845، اراد ادغار الان بو ان يستخف بالنادي الادبي في بوسطن بتقديم قصيدة الاعراف على انها قصيدة جديده، فقد كان يظن بان جمهور بوسطن لا يستحق قصيدة جديده اذ ظل ينقد بشده شعراء نيو انجلند وحركة الفلسفة المتعالية. "الاعراف" هي اطول قصائد ادغار الان بو التي استوحاها من اكتشاف تايكو برا للسوبر نوفا (احد النجوم المتفجره) في عام 1571 والذي استمر لمده 17 شهرا. اطلق ادغار الان بو مسمى (الاعراف) على السوبرنوفا، وبرى بان الاعراف نجما مشعا بين الجنة والنار. ذكرت (الاعراف) في القران الكريم على انها المكان الذي يبقى فيه الناس الذين تساوت حسناتهم مع سيئاتهم الا ان يغفر لهم الله. ولقد شرح ادغار الان بو ذلك للناشر قائلا: "مسمى الاعراف مستوحى من المسمى العربي للمكان الذي بين الجنة والنار والذي يبقى فيه الناس بلا ثواب او عقاب".
وَا حَسْرَتَا! لاَ شَيْءَ فِي الْأَرْضِ يَحْفَظُ الشُّعَاعَ
(الْمُنْعَكِسَ مِنَ الزُّهُورِ) شُعَاعَ عَيْنِ الْجَمَال،
كَمَا فِي تِلْكَ الْحَدَائِقِ حَيْثُ النَّهَارُ
يَنْبَثِقُ مِنْ أَحْجَارِ بِلاَدِ الشَّرْكَسِ الْكَرِيمَة-
وَا حَسْرَتَا! لاَ شَيْءَ فِي الْأَرْضِ يَحْفَظُ تَرَدُّدَ
اللَّحْنِ فِي النَّهْرِ خِلاَلَ الْغَابَة-
أَوْ (مُوسِيقَى الْقَلْبِ الْوَالِه)
صَوْتَ الْفَرْحَةِ الَّتِي ذَهَبَتْ بِسُكُونٍ
كَمَا الْخَرِيرِ فِي دَاخِلِ الصَّدَفَة،
صَدَاهُ الْبَاقِي وَالَّذِي سَيَبْقَى-
وَا حَسْرَتَا! لاَ شَيْءَ مِنْ الْبَقَايَا بَقَايَانَا-
مَعَ أَنَّ كُلَّ الْجَمَال-كُلَّ الزُّهُور
سِجِلِ حُبَّنَا الْأَكْبَر، وَزَخْرَفَة مَخَادِعِنَا
تُزَيِّنُ عَالَمَنَا هَذَا بِمَنْأَى، بِمَنْأَى-
عَنِ النَّجْمِ الشَّارِد.
***
كَانَ وَقْتُ نيزكَ مُمْتِعا - لِأَنَ هُنَاكَ
كَانَ عالَمُهَا عَلَى امْتِدَادِ الْفَضَاءِ اللاَّمِع
قُرْبَ أَرْبَعِ شُمُوسٍ سَاطِعَة- مَقَامًا عابِرا-
بُقْعَةَ حَدِيقَةٍ فِي صَحْرَاءٍ لِهَذِهِ السَّعِيدَة.
بَعِيدًا- يَعِيدًا- وَسَطَ بِحَارٍ مِنْ أَشِعَّةٍ مُتَدَحْرِجَة
رَوْعَةٌ سَمَاوِيَّةٌ مِنْ فَوْقِ تِلْكَ النَّفْسِ الْمَعْتُوقَة-
تِلْكَ النَّفْسُ الَّتِي بِالْكَادِ (فَالْأَمْوَاجُ كَثِيفَةٌ جِدّا)
يُمْكِنُهَا الْصِّرَاعُ لِأَجْلِ مُرْتَقَاهَا الْمَقْدُور-
نَحْوَ عَوَالِمَ بَعِيدَة، بَيْنَ وَقْتٍ وَآخَر، تَسْبَح،
وَفِي الْآخِرِ نَحْوَ عَالَمِنَا، الْمُفَضَّلِ عِنْدَ الله-
إِنَّمَا، وَقَدْ أَصْبَحَتْ سَيِّدَةً عَلَى مَمْلَكَةِ الْمِرْسَاة،
تُلْقِي جَانِبًا الصَّوْلَجَان- تَتْرُكُ السُّكَّان،
ثُمَّ، وَسَطَ الْأَبْخِرَة، وَالْأَنَاشِيدِ الرُّوحِيَّةِ الْعُلْوِيَّة،
تَغْسِلُ فِي ضَوْءِ الشُّمُوسِ الْأَرْبَعِ أَطْرَافَهَا الْمَلاَئِكِيَّة.
وَقَدْ أَصْبَحَتْ هِيَ الْأَسْعَد، وَالْأَجْمَل فِي تِلْكَ الْأَرْضِ الْجَمِيلَة
مِنْ حَيْثُ اِنْطَلَقَ "وَحْيُ الْجَمَالِ" إِلَى النَّشْء
(مُتَسَاقِطًا فِي أَكَالِيلَ عَبْرَ نُجومٍ عَدِيدَةٍ مَدْهُوشَة،
مِثْلَ شَعْرِ اِمْرَأَةٍ وَسَطَ لَآلِئ، حَتَّى، بَعَيدا،
وَهُوَ يُضِيءُ تِلاَلِ أَخَايَا حَيْثُ اِسْتَقَرّ)
نَظَرَتْ فِي الْمَدَى اللاَّمَحْدُود- ثُمَّ رَكَعَت.
غُيُومٌ ثَرِيَّةٌ بِالْمَطَر، كَظُلَل، مِنْ حَوْلِهَا مُتَلَبِّدَة-
كَرَايَاتٍ مُتَطَابِقَةٍ عَلَى شَاكِلَةِ عَالَمِهَا-
***
بَادِيَةٌ لِلْعَيَانِ فِي جَمَال - لاَ صٌعُوبَةَ لِرُؤْيَتِهَا
فِي جَمَالٍ آخَرَ مُتَأَلِّقٍ خِلاَلَ النَّهَار -
بَاقَةٌ تَضُمٌّ كُلَّ نَجْمٍ مُتَلَأْلِئ حَوْلَهَا
وَكُلُّ الْفَضَاءِ الْبَلُّورِيِّ مُتَوَحِّدٌ فِي لَوْنِهَا.
وَسُرْعَانَ مَا جَثَتْ عَلَى فِرَاشٍ
مِنْ زَهْر؛ مِنْ زَنَابِقَ مِثْلَمَا الَّتِي تَنْمُو رُؤَيْسَاتُهَا
عَلَى خَلِيجِ دُوكَاتُو الْبَهِيج، ثُمَّ اِنْبَثَقَتْ
بِعُنْفُوَانٍ شَدِيدٍ حَوْلَهَا تَكَادُ تَتَعَلَّقُ
بِالْخُطَى الْحَثِيثَةِ خُطَى- يا لَلتَّبَجُّحِ الْفَظّ -
تِلْكَ الَّتِي أَحَبَّتْ بَشَرًا مَيِّتا - ثُمَّ مَاتَتْ كَذَلِك-
الزَّهْرَةُ الْمُعَسَّلَة، الْوَلِيدَةُ مَعَ صِغَارِ النَّحْل،
تَمُدُّ عَالِيًا سَاقَهَا الْبَنَفْسَجِيَّ حَوْلَ رُكْبَتَيْهَا.
وَالزَّهْرَةُ الْكَرِيمَة، الْمُسَمَّاةُ ظُلْمًا زَهْرَةَ طَرَابَزُونْيَا
نَزِيلَةُ النُّجُومِ الْعُلْوِيَّة، حَيْثُ قَدِيمًا كَانَتْ تُخْجِلُ
كُلَّ شَيْءٍ سَاحِرٍ آخَر : نَدَاهَا اللَّطِيف
(الرَّحِيقُ الْخُرَافِيُّ الْمَعْرُوفُ عِنْدَ الْجَاهِلِيِّين)
لَذِيذٌ حَتَّى الْاِنْتِشَاء، الَّذِي تَقَطَّرَ مِنَ السَّمَاء،
وَسَقَطَ علَى حَدَائِقَ عَدِيمِي الشَّفَقَةِ
فِي طرَابَزُونْيَا - وَعَلَى زَهْرَةٍ شَمْسِيَّةِ الشَّكْلِ
تُشْبِهُ تَمَامًا بِذَلِكَ الَّتِي بِالْعَلْيَاء، إِلَى هَذِهِ السَّاعَة،
***
كان هذا جزء من القصيدة الطويلة
إدجار آلان بو (19 يناير 1809 -7 أكتوبر 1849 م)
شاعر وكاتب قصص قصيرة وناقد أمريكي، وأحد رواد الرومانسية الأمريكية. ولد عام 1809 م في مدينة بوسطن في ولاية ماساشوستس. وأكثر ما اشتهر به قصص الفظائع والأشعار، وكان من أوائل كتاب القصة القصيرة، ومبتدع روايات المخبرين (التحري). وينسب إليه ابتداع روايات الرعب القوطي. مات في سن الأربعين، وسبب وفاته ما زال غامضا، وكذلك مكان قبره.
تعليقات