أنا الشعب - عودة الشر

السلفية حرمت الخروج على حسنى مبارك


لماذا يعتبر خروج التكفيريين و الجهاديين من السجون شئ مقلق ؟
لماذا يعتبر قيام مجموعة من المتطرفين السلفيين بقطع أذن مواطن مسيحى فى ( قنا ) منذ بضعة أيام – لأنهم يطبقون الحد فى رأيهم – شئ خطير ؟
سأخبرك أنا لماذا ..



ففى عهد الإمام ( على بن أبى طالب ) رضى الله عنه ، و مع تفاقم الخلافات السياسية ظهرت فرقة من غلاة المسلمين يسمون بـ ( الخوارج ) أو ( المحكمة ) رفضوا
وجود خليفة للمسلمين فى زمن السلم ، و كفروا ( عليا ) بعد موقعة ( صفين ) ، و رغم أنهم يؤمنون باختيار الإمام و بيعته بدلا من اعتبار قيادته للناس شأنا من شئون السماء ، إلا أنهم يكفرون من يرتكب الكبائر من المسلمين ، كما أنهم تسببوا فى فتنة خلق القرآن الرهيبة ، و فى شأنهم قال الرسول صلى الله عليه و سلم ( سيخرج قوم فى آخر الزمان ، أحداث الأسنان سفهاء الأحلام ، يقولون من خير قول البرية ، لا يجاوز إيمانهم حناجرهم ، يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية ، فأينما لقيتموهم فاقتلوهم فإن فى قتلهم أجرا لمن قتلهم يوم القيامة ) ..
و لو قفزنا الى العصر الحديث بالتحديد فى عهد ( جمال عبد الناصر ) و بعد إعدام المنظر الإسلامى و الأديب الإخوانى ( سيد قطب
) ، ثار الإخوان المسلمين فجرت حملة اعتقالات عام 1965 لهم ، و فى السجون و مع ألوان التعذيب التى تقشعر لها الأبدان و سقوط القتلى أمامهم تكونت جماعة ( التكفير و الهجرة ) كنسخة جديدة من الخوارج
و خرجت عام 1973 قبل حرب أكتوبر الى سكنى الجبال و المغارات لتطبيق مفهوم الهجرة و اعتزال المجتمع الكافر الذى يتبع القائد الكافر ، هنا نصل لموقف مهم .. فقد جرى اعتقال هذه الجماعة بقيادة ( شكرى مصطفى ) لكن بعد حرب أكتوبر صدر عفو جمهورى عنهم ، و رغم ذلك إلا أنهم عادوا لممارسة نشاطهم بصورة مكثفة فاقت نشاطهم الأول ، أى أن خروجهم من السجن أتاح لهم الإطمئنان لصحة موقفهم و نصرة الله عز و جل لهم ، رغم تكفيرهم للجميع باستثنائهم و استحلال أبدانهم بالتصفية الجسدية و أموالهم بغرض تمويل أنفسهم و سفرياتهم الى خارج البلاد و كذا نسائهم كإماء مثل إماء الحرب و الغزوات ..
و رغم الإعتقالات و أحكام الإعدام بحقهم
فى قضية الشيخ المرحوم ( محمد حسين الذهبى ) وزير الأوقاف
، إلا أن هذه الجماعات حافظت على سرية العمل بديلا عن العلانية كما كانوا سابقا ، و بهذا حافظت على نفس فكرها حتى الآن ، نفس فكرها الذى يعتقد أن حتى الجماعات الإسلامية التى بلغها فكرهم و لم يبايعوا إمامهم فقد كفرت ، و أن العصور الإسلامية بعد القرن الرابع الهجرى كلها عصور جاهلية و كفر ، و أن أقوال و أفعال الصحابة ليست بحجة و لو كانوا من الخلفاء الراشدين ، و أن كبار علماء الإسلام مرتدون عن الإسلام عندهم ، و أن الجامعات هى مؤسسات الطاغوت و تدخل ضمن مساجد الضرار ، و أن المساجد هى معابد الجاهلية لا يجوز الصلاة فيها حتى صلاة الجمعة إلا فى الأربعة مساجد الكبرى و حتى فى هذه يصلون فيها وراء إمامهم ديكتاتورى الصلاحيات هذا .. و أكبر معضلة فى مناقشة أى تكفيرى منهم هى أنه لن يستمع اليك لأنك فى نظره كافر ، فما بالك بأن تقنعه بشئ ما ؟
الآن و بعد أن قطعت أخيرا و فى عام 2011 أذن مسيحى على يد من ينتسبون لإسلام غريب لم نعرفه من قبل و لم نسمع عنه و أيضا فى ( قنا ) حيث كان التكفيريين و الجهاديين يتركزون فى الصعيد ، هل لنا أن نقلق .. فقط نقلق من عودة الشر ؟

المقال منشور بجريدة الثوار
http://althwar.com/2011/03/27/%D8%A3%D9%86%D8%A7-%D8%A7%D9%84%D8%B4%D8%B9%D8%A8-%D8%B9%D9%88%D8%AF%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%B4%D8%B1/

تعليقات

المشاركات الشائعة