قصص الجمعة العبثية 6
تحدى
كان الموقف بالنسبة له شديد
الحساسية و التعقيد ..
ذلك الطفل الغبى مازال يوجه
اليه وابلا من السباب الوقح ، متجاهلا ضخامته المهولة المرعبة ، و ما زال يتحداه
أن ينتقم لكرامته و لرجولته و يوجه له و لو صفعة رقيقة ..
يتحداه بمنتهى الشراسة و
الإستفزاز ..
و عندما بلغ السيل الزبى ، نهض
العملاق فارع القوام ، و توقف أمام الطفل العدوانى المشاغب مباشرة ، على قيد
سنتيمترين فحسب ، و الطفل لا يرتجف له جفن أو فريصة ، و يوجه شتائمه بثقة و حماس
متناهيين ، أما العملاق الذى بلغ غضبه مبلغه ، فقد توقفت قبضته الكبيرة أمام وجه
الطفل فى عجز و قهر و مرارة ..
إنه لا يستطيع مسه رغم فارق
القوة الهائل ، لا يستطيع أن ينال الطفل بسوء ..
ليس قبل أن يخرج الطفل من وراء
الحاجز الزجاجى السخيف ..
من وراء شاشة التلفاز ..
تعليقات